السياسة والعلاقات الدولية
بعد جدل الأزمة الفنزويلية بأسبانيا.. تعرف على مصالح مدريد في كاراكاس
اصطدم الزعيم الفنزويلى المعارض خوان جوايدو بقرار مدريد عدم استقباله من لندن، حيث أثارت زيارة جوايدو لمدريد وبرنامج لقاءاته، أزمة داخل الحزب الاشتراكى الحاكم، تمثلت فى تأييد رئيس الوزراء الأسبق خوسيه لويس ثاباتيرو، لقرار رئيس الحكومة الحالى، بيدرو سانتشيز، بعدم استقبال جوايدو الذى اعترفت به أكثر من 50 دولة بينهم البلدان الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى.
وفى دافوس التقى جوايدو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والمستشار النمساوى، فيما كانت مدريد تعلن أنه سيلتقى فقط وزيرة الخارجية آرانتشا جونزاليس. وقال ناطق بلسان الحكومة الإسبانية إن قرار سانتشير عدم استقبال جوايدو خلال زيارته لمدريد اتخذ عندما كان هناك اتفاق بين الدول الأوروبية على اتخاذ الموقف نفسه، لكن قرار رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، استقباله شكل خروجاً عن ذلك الاتفاق.
إن إسبانيا تسعى إلى الحفاظ على المصالح المشتركة مع فنزويلا فى الوقت الحالى، حيث يوجد حوالى 100 شركة إسبانية تعمل فى الدولة الأمريكية اللاتينية وتتواجد فى القطاعات الاستيراتيجية.
واعتبر البنك الدولى فى آخر تحديث له أن فنزويلا تعتبر من أسوأ الدول فى العالم من حيث ممارسة الأعمال التجارية، وعلى الرغم من التوترات السياسية بين فنزويلا والعديد من البلدان الآخرى، إلا أن مصالح مدريد لا تزال مستمرة فى البلد اللاتينية، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال الشريك التجارى الرئيسى لفنزويلى، حيث تصل معظم صادرات فنزويلا المكونة تقريبا بالكامل من المنتجات البترولية،إلى واشنطن.
وتعتبر إسبانيا فى المرتبة السابعة فى قائمة دول المقصد للصادرات الفنزويلية، وفقا لتقرير صادر عن المكتب الاقتصادى والتجارى لإسبانيا فى كاركاس، وتشير أحدث البيانات التى جمعتها غرفة التجارة الإسبانية إلى أن الصادرات الإسبانية إلى فنزويلا فى عام 2019 (حتى نوفمبر) بلغت 251 مليون يورو (تم تخفيضها بشكل كبير منذ عام 2013 بسبب نقص العملات المتاحة) ، فى حين أن الواردات وصلت إلى ذلك التاريخ 742 مليون يورو.
وتشير إحصائيات البنك المركزى الفنزويلى أيضًا إلى أن إسبانيا كانت خلال العشر سنوات الماضية هى المستثمر الثانى فى فنزويلا بعد هولندا، مع استثمار راكد فعليًا منذ عام 2017، وتعمل حاليًا 100 شركة إسبانية فى فنزويلا.
وأشارت الصحيفة إلى أن من أمثلة الشركات الإسبانية فى فنزويلا، شركة تليفونيكا، الذى يعتبر مشغل الهاتف المحمول الثانى فى البلاد، كما يوجد شركات بناء وبنوك ودور نشر وشركات السياحة وشركات التأمين
والقطاعات الرئيسية للاستثمار الفنزويلى فى إسبانيا هي العقارات 34.627 مليون يورو، وبناء المبانى 2996 مليون يورو فى عام 2018.
وتجدر الإشارة إلى أن إسبانيا كانت قد اعترفت بخوان جوايدو “رئيسا بالوكالة” فى مثل هذه الأيام من العام الماضى، بعد أن وجهت إلى جانب فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة إنذاراً إلى مادورو لإجراء انتخابات، وكانت هى التى دفعت داخل الاتحاد الأوروبى لفرض عقوبات على النظام الفنزويلى الذى لم يعلن حتى اليوم عن موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والعامة.
(دياريو)