أمريكا الشماليهسلايد 1علوم وتكنولوجيا

مقاتلة أميركية جديدة غامضة تثير فضول الخبراء العسكريين

يواصل الخبراء العسكريون في العالم التقصي عن أي معلومات أو تفاصيل تتعلق بالمقاتلة الأميركية الجديدة الغامضة، التي قام سلاح الجو الأميركي بتصميمها وبنائها وصولاً إلى مرحلة الطيران سراً خلال عام واحد فقط.

ووفق ما نشرته مجلة Popular Mechanics، تدور نقاشات في الأوساط المعنية حول العالم حول ما إذا كان سلاح الجو الأميركي قد كشف بالفعل عن شكل المقاتلة الجديدة أم لا. لكن مدونة The War Zone، إحدى المدونات المختصة بالشؤون العسكرية، أثارت مؤخراً سؤالاً أكثر إثارة للاهتمام هو: ماذا لو لم تكن الطائرة التابعة للقوات الجوية الأميركية مقاتلة هجومية بالأساس؟

وكما تشير The War Zone، فإن وتيرة الابتكار التكنولوجي تعني أن المقاتلة الجديدة السرية للقوات الجوية الأميركية ربما لا تكون ما يتصوره الكثيرون عندما يفكرون في الطائرات المقاتلة، وربما تكون الطائرة شيئاً جديداً تماماً بالنسبة إلى نفس النوع من المقاتلات ومهامها التي تشمل اجتياح طائرات العدو ومواقعه العسكرية من السماء.

في الأسبوع الماضي، كشف رئيس إدارة الاستحواذ بالقوات الجوية الأميركية، ويل روبر، في تصريح لـ Defense News عن تطوير مقاتلة جديدة في إطار مشروع الهيمنة الجوية للجيل القادم NGAD، وهو المشروع الذي تم تدشينه لإنتاج نظير وخلف مُحتمل للمقاتلة من طراز F-22 Raptor، التي دخلت الخدمة في الجيش الأميركي منذ عدة سنوات، الأمر الذي توقع خبراء الطيران تحقيقه ربما بعد ما لا يقل عن 5 إلى 10 سنوات.

غير أن روبر أعلن أنه بدلاً من سنوات التطوير التقليدية، استغرق تطوير وتصنيع والوصول إلى مرحلة التحليق في الجو بالمقاتلة الجديدة عاماً واحداً فقط، وهي فترة زمنية مذهلة وقصيرة بشكل لا يمكن لأي شخص تصوره أو تخيله.

وبالنظر إلى هذا الإطار الزمني المذهل، تطرح The War Zone نظرية مثيرة للاهتمام وهي أن القوات الجوية الأميركية وأفرعها نجحت من خلال إنتاج المقاتلة الجديدة، في التخلص من مراحل عملية تصميم الطائرات التقليدية بالإضافة إلى تغييرها جذرياً للفكرة التقليدية المتمثلة في كيف يمكن أن يبدو شكل المقاتلة، بل إن هناك ترجيحات بأن القوات الجوية الأميركية تقوم حالياً باتباع طرق مختلفة جذرياً عما كانت عليه الأمور في الماضي.

جزء واحد من مجموعة أنظمة

وكما تقول The War Zone، فإن المقاتلة الجديدة ليست إلا مجرد جزء واحد من برنامج NGAD. فعلى مدار العام الماضي، أشارت القوات الجوية الأميركية إلى أن برنامج NGAD لا يقتصر على مقاتلة واحدة وإنما “مجموعة من الأنظمة” يمكن أن تشمل المقاتلات المأهولة والدرون. وفيما يبدو أن هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه سلاح الجو الأميركي بعد القيام بدراسة تحليلية لبدائل من أجل برنامج الهيمنة الجوية الجديد.

إلى ذلك يمكن أن تكون المقاتلات المأهولة مصحوبة بالدرون في المعارك، حيث يعمل الدرون كشراك خادعة أو منصات استشعار. وستتعاون كل هذه المقاتلات بمساعدة الذكاء الاصطناعي وشبكات ساحة المعركة لإسقاط طائرات العدو وإحكام السيطرة على أجواء منطقة المعارك.

ويرجح الخبراء أن تكون المقاتلة الجديدة هي في الواقع عائلة كاملة من الأنظمة، التي تم تطويرها في فترة وجيزة بالفعل، بالإضافة إلى ما يصاحبها من بنية الشبكات والقيادة والتحكم وأجهزة الاستشعار المشتركة، والأسلحة التي تكون أكثر تركيزاً بكثير من هياكل المقاتلات نفسها.

تصنيع رقمي وأفكار جديدة

لم تقم القوات الجوية الأميركية بتبني تقنيات التصميم والتصنيع الرقمي الجديدة في بناء هذه المقاتلة الجديدة فحسب، بل ربما تبنت أيضاً أفكاراً جديدة حول كيفية تحقيق الهيمنة الجوية.

ويتمثل أحد هذه الأفكار في تصنيع مقاتلة كبيرة للغاية، يمكن أن تستخدم فيها أجزاء من برنامج المقاتلة طراز B-21 Raider، التي تم تصميمها للمهام بعيدة المدى وذات القدرة الفائقة على التحمل. وترغب القوات الجوية الأميركية في امتلاك مقاتلة يمكنها الطيران لمسافات طويلة فوق منطقة المحيطين الهندي والهادئ، باستخدام عدد قليل من القواعد المتوفرة، والتي يمكن أن تطير في مهمات مرافقة للقاذفات المأهولة إلى أراضي العدو.

إلى ذلك، يشير تقرير The War Zone إلى أنه ربما سيكون من الصعب تصميم مقاتلة تقليدية بالحجم والنطاق التقليدي لتلبية مثل هذه المتطلبات، لذا فإن تحقيق هذه المواصفات من المرجح أن يتحقق من خلال مقاتلة تعد بمثابة منصة أكبر للقوات الجوية تتميز بالقدرة على تعبئة المزيد من الأسلحة والوقود بشكل حاسم، الأمر الذي يفرض على الجميع الترقب والانتظار لما ستكشف عنه الأيام القادمة من مفاجآت حول المقاتلة السرية، باكورة إنتاج برنامج NGAD.

المصدر: العربية نت

مقالات ذات صلة

إغلاق