آسياأخبارالسياحة

ماذا تعرف عن عاصمة كازاخستان: معلومات وحقائق عنها

عاصمة كازاخستان هي مدينة أستانا ، أو ما تعرف الآن نور سلطان ، إنها ثاني أكبر مدينة في كازاخستان ، و تعتبر مدينة حديثة تضم العديد من مراكز التسوق، كما تشتهر بكثرة المساجد فيها .

تم تغيير اسم المدينة من أستانا إلى نور سلطان في عام 2019 ، تكريما للرئيس نور سلطان الذي بذل جهودا كبيرة للنهوض بالمدينة ،لكن في الحقيقة حتى الآن تجد الغالبية متأثرين باسم أستانا ، حتى أن البعض يغيب عن ذهنه اسمها الجديد .

نور سلطان أو أستانا ، عُيّنت عاصمة كازاخستان منذ عام 1998، أنشأها الرئيس نور سلطان نزار باييف بعد استقلال كازاخستان ، علما أنها أخذت مكان مدينة آلما أتا الحدودية.

كثير منا يقرأ الاسم دون معرفة معناه ، إذ تعني كلمة أسطانا ” العاصمة ” ، و يبلغ عدد سكانها 780 ألف نسمة.

عاصمة كازاخستان

أستانا مركز إداري و تجاري مهم ، كما أنها نقطة وصل لخطوط السكك الحديدية في منطقة تشتهر بإنتاج الحبوب والماشية في كازاخستان ، كما أنها مركز للصناعات الغذائية و التصنيع .

تتموضع أستانا على نهر أشيم الذي يجري في السهول الشمالية الوسطى من كازاخستان .

دعونا نخوض في التفاصيل بشكل أوسع لنتعرف على تاريخ عاصمة كازاخستان و جغرافيتها و مناخها و اقتصادها .

تاريخ عاصمة كازاخستان

نشأت عاصمة كازاخستان في عام 1810 م ، في البداية تم اعتمادها كقاعدة عسكرية للجيش الروسي ، لكن سرعان ما ازدهرت و أصبحت مدينة عرفت باسم أكمولنسك .

كازاخستان كانت تابعة للاتحاد السوفييتي في خمسينيات القرن العشرين ، و قد تم اختيار المنطقة التي تقع فيها أكمولنسك من قبل الحكومة لإقامة مشروع الأراضي العذراء ، و هو مشروع للتنمية الزراعية.

وفي عام 1961م تم تغيير اسمها من أكمولنسك إلى تسلينوجراد الذي يعني مدينة الأراضي العذراء ، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 م تمكنت كازاخستان من نيل الاستقلال وأعلنت دولة مستقلة لها سيادتها الخاصة و اتحذت المدينة اسمها الكازاخي أكمولا .

تم نقل عاصمة كازاخستان من آلما آتا إلى أكمولا في عام 1997م كونها تقع وسط البلاد ، أطلق على أكمولا اسم أستانا الذي يعني عاصمة في اللغة الكازاخية في عام 1998 م .

أستانا تقع في قلب كازاخستان على نهر إيشيم في منطقة مستوية شبه صحراوية التي تغطي أغلب أرض البلاد وفي محافظة أقمولا ، استطاعت عاصمة كازاخستان بناء نفسها بالتدريج ،

حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن ، حيث الازدهار الرائع و القوة الاقتصادية و غيرها العديد من المزايا و مصادر القوة التي سنتحدث عنها في تقريرنا .

الجغرافيا في عاصمة كازاخستان

تقع عاصمة كازاخستان على خط عرض 51.17 و خط طول 71.45 ، أما موقعها الجغرافي فإنها تتموضع في وسط كازاخستان على نهر إيشيم كما ذكرنا سابقا ،

سُجّل ارتفاع أستانا 347 متراً أي 1,138 قدما فوق مستوى سطح البحر .

اتخذت أستانا مكانا مميزا في منطقة السهوب الفسيحة ، و مما زاد من جمالها و روعتها وجود نهر إيشيم .

و تتوزع الأحياء داخل أستانا بشكل رائع ، حيث تتموضع الأحياء القديمة شمال نهر إيشيم ، في حين أن الأحياء الجديدة تقع جنوب النهر .

تبلغ مساحة المدينة 72,2 ألف هكتار ، و من ضمنها بلدية الحي إيسيل التي تبلغ مساحتها 31,2 ألف هكتار ، بالإضافة إلى بلدية الحي ألماطي و التي تبلغ مساحتها 21,4 ألف هكتار ،

مع و بلدية الحي ساري آرقا التي تبلغ مساحتها 19,6 ألف هكتار

يَظهر المنخفض القزوينيّ في كازاخستان في الجهة الغربيّة لبحر قزوين ، حيث تنخفض الأراضي في تلك المنطقة إلى أقلّ من 28 م ،

و ينتج عن ذلك ظهور سهلٍ رمليٍّ طينيّ تُحيط به من الجهة الشماليّة جبال الأورال و جبال موغاجار .

و تحتل الجهة الشرقيّة سهول تورغاي قليلة الارتفاع ، أما التلال فهي منتشرة في المَناطق المُرتفعة ضمنَ أراضي السهول ، كما تظهر السهول السيبيريّة الغربيّة في المَناطق الشماليّة لكازاخستان ، أمّا في المَناطق الجنوبيّة نجد انخفاضا بالأراضي ممّا يؤدّي إلى ظهور الصحراء الرمليّة الواسعة .

كان يوجد إقليم جبلي في المَناطق الوُسطى مما شكل شبه سهل مُرتفع ، و تنتشر في المناطق الشرقيّة و الجنوب شرقيّة المشتركة مع الحدود الصينيّة مجموعةٌ من السلاسل الجبلية،

منها : جبل آلاتاو، جبل تيان شان، جبل ألتاي، و غيرها الكثير من الجبال .

الطقس في عاصمة كازاخستان

بالطبع موقع المدينة يلعب دورا كبيرا في مناخها ، و بما أن أستانا تقع في شمال كازاخستان فإن مناخها قاري تتساقط الأمطار في فصل الصيف الذي يعتبر قصيرا و معتدلا ،

و ينزل الصقيع في وقت مبكر من الخريف ، أما فصل الشتاء فهو طويل و شديد البرودة و تنخفض فيه درجات الحرارة إلى 51 درجة مئوية تحت الصفر ،

في حين تصل درجات الحرارة في فصل الصيف إلى ما يقارب 35 درجة مئوية .

تظهر آثار طقس عاصمة كازاخستان على السكان بشكل واضح ، و تؤثر عليهم تأثيرا سلبيا ، حيث تتعطل أعمالهم اليومية لصعوبة التنقل بسبب العوامل الجوية ، كما و يؤثر ذلك على البنى التحتية لبعض الأماكن .

إكسبو 2017

عاصمة كازاخستان هي مدينة من عجائب العالم كونها بنيت في وقت قصير جدا ، و إن استطلعت في كازاخستان عن حقيقة الأمر سوف تجد أنهم ليسوا وحدهم من بنى أستانا ،

بل العالم كله شاركهم في بنائها، و لهذا السبب استضافت أستانا العالم في ” إكسبو 2017 “.

إنه من أكبر المعارض على مستوى العالم ، حيث يعتبر ثالث أكبر حدث دولي بعد دورة الألعاب الأولمبية و كأس العالم لكرة القدم ، و يقام المعرض الدولي “إكسبو” في جميع أنحاء العالم منذ عام 1851.

تم اختيار أستانة في عام 2012 لاستضافة الحدث لنسخة 2017 و منذ اختيارها تتحضر العاصمة لاستقبال مئات الشركات و المؤسسات و ملايين الزائرين .

وعلى الرغم من أن كازاخستان تمتلك مصادر غنية من الطاقة ، إلا أن هناك مخاوف عديدة من نضوب مصادر الطاقة التقليدية و ضررها على البيئة .

تطور عاصمة كازاخستان

تم الاهتمام بشكل كبير في تصميم المدينة و طرح أفكار معمارية جديدة ، وقد مدّ الرئيس نور سلطان نزار باييف القائمين على الإعمار بفكرة رائعة لإضفاء مظهر أوروآسيوي على المدينة .

تولى مهمة تخطيط التصميم المهندس المعماري الياباني كيشو كوروكاوا صاحب مشروعات بناء شهيرة في العالم ، مثل متحف فان غوخ في أمستردام ، و مطار كوالالمبور الدولي، و متحف الأثنولوجيا الوطني في أوساكا .

جمعت تصاميم كيشو كوروكاوا بين التصميم الحديث و النسخة الآسيوية، مما منح أستانا مظهرا فريدا من نوعه ،

حيث المباني المرتفعة التي تجعلك تشعر و كأنك في إيطاليا أو دبي و غيرها .

في أستانة صمم نورمان فوستر مبنى قصر السلام و الوئام الذي يحمل معنى دينيا فريدا ، كونه أُعتبر بيت الأديان الأكثر فرادة في العالم .

من المتوقع أن تنمو عاصمة كازاخستان أكثر فأكثر ، حتى تتحول لتصبح مكانا مميزا يجذب الجميع ، سواء من داخل كازاخستان أو من خارجها .

تشغل أستانا اليوم 2710 كيلو مترات مربعة ، في حين يبلغ عدد سكانها أكثر من 700 ألف شخص .

بناء المدينة يجمع بين تقاليد الثقافات الأوروبية و الشرقية ، حتى يضيع الناظر أهي مدينة أوروبية أم شرقية ؟

في الواقع أستانا تسعى إلى إضفاء الطابع الحضري على المدينة ، حيث الإضاءة الاصطناعية الملفتة في الشوارع ، و الأكاليل و الألوان المتعددة لنوافيرها على نهر إيشيم ،

ناهيك عن وجود مصابيح للجسور و الواجهات المضاءة للمحال و النوادي الليلية.

الدين في عاصمة كازاخستان

عاصمة كازاخستان تحوي نسيجا متآلفا من السكان ، حيث تعتبر بلدا متعدد الأعراق و الأديان، عاشوا مع بعضهم بمحبة و ألفة .

حتى تم اعتبارها من البلدان المسؤولة عن مناقشة قضايا العلاقات بين الأعراق و التعاون بين الأديان .

فقد استضافت أستانا أكثر من مرة منتديات قادة الأديان العالمية ، و في عام 2011 نظمت في أستانا دورة الألعاب الآسيوية، و أصبحت مقراً لكل من منظمة شنغهاي للتعاون و الجمعية العالمية للكازاخيين .

تضم عاصمة كازاخستان الكازاخ العرقية و الروس العرقية، مع مجموعة واسعة من الجماعات الأخرى الممثلة ،

بما في ذلك التتار ، الأوكرانيين ، الأوزبك ، البيلاروس، الأويغور ، الأذربيجانيين ، البولنديين، والليتوانيين .

كذلك تضم بعض الأقليات مثل الألمان الذين استقروا سابقا في روسيا، وخاصة الألمان الفولغا و الأوكرانيين ، الكوريين، الشيشان، المسخيت الأتراك، و المعارضين السياسيين للنظام الروسي .

اقتصاد عاصمة كازاخستان

يعتمد اقتصاد عاصمة كازاخستان على الموارد الطبيعية من النفط و الغاز ، و تعتبر عاصمة كازاخستان مدينة غنية بالثروات المعدنية ، حيث احتلت مكانة مميزة من حيث الاحتياطات المكتشفة للزنك و التنجستن ،

و احتياطات الفضة و الرصاص و اليورانيوم و بالإضافة إلى احتياطات الذهب .

بلغ احتياطي كازاخستان بأكملها من الذهب و العملات الأجنبية 89.4 مليار دولار في شهر نوفمبر من عام 2019 م ، و قد كان النصيب الأكبر من هذه المساهمة لعاصمة كازاخستان ، مما رفع مستوى المعيشة و معدل الراتب الشهري .

تعتمد العديد من الدول القوية على استيراد المنتجات من عاصمة كازاخستان ، و من أكبر المستوردين للمنتجات الكازاخستانية إيطاليا ، الصين ، و روسيا .

أهم صادرات عاصمة كازاخستان خام النفط والغاز و الفلزات والقمح .

أما أهم وارداتها هي المواد المصنعة و الغاز و السيارات و المعدات و قطع الغيار و الخضروات .

كما تلعب الزراعة دورا مهما في اقتصاد عاصمة كازاخستان ، حيث تعتبر من أكبر مصدري القمح العالميين و الأرز و القطن و التبك و الفواكه و الخضراوات.

و قد اتخذت الحكومة مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية في عام 2015 م ، و ذلك لدعم المؤسّسات لمواجهة انخفاض قيمة العملة المؤثرة على أسعار النفط ، فتمّ تعويم سعر صرف العملة، كما أصدر المسؤولون الكازاخستانيّون قانونا يقضي بتنظيم المشروعات و الأعمال الجديدة التي تعزّز بيئة العمل ، و نَتج عن ذلك ظهور العديد من التطوّرات ضمن التشريعات المؤسسيّة.

السياحة في عاصمة كازاخستان

عاصمة كازاخستان حققت أهمية سياحية كبيرة و أصبحت مركزا محوريا للأعمال و الترفيه في كازاخستان ، و تضم العديد من المعالم السياحية الرائعة ، ناهيك عن الهندسة المعمارية المثيرة للإعجاب .

و إن وجود نهر “إيشيم” زادها جمالا على جمال ، إذ يفصل ما بين الأحياء القديمة و الأحياء الجديدة .

بالإضافة إلى الأهرامات و المعابد فوق أسطح المنازل و المراكز التجارية الكبيرة على شكل منفضة الريش ، مع وجود الأبراج ذات التصميم الجذاب ، و يظهر شعار مدينة أستانا على شكل كرة ذات لون ذهبي متموضعة فوق إطار فولاذي أبيض اللون .

أبرز المعالم السياحية شهرة في أستانا هو برج بايتيريك ، الذي يبلغ ارتفاعه 100 متر ، و يمثل شجرة الحياة الأسطورية .

تقول الأساطير أنك مع موعد للقاء السعادة الأبدية في عاصمة كازاخستان ، و ذلك إذا قام السائح بوضع يده اليمنى في بصمة الرئيس نور سلطان نزار باييف ذات الإطار الذهبي .

حقا يضيع الزائر في هذه المدينة ، لأن كل شيء جميل و مختلف و له من التميز و الإبداع نصيب كبير .

التركيبة السكانية في عاصمة كازاخستان

يبلغ عدد سكان عاصمة كازاخستان ما يقارب 1078362 نسمة حسب إحصائيات عام 2019 م ،

يُشكّل المجتمع في عاصمة كازاخستان خليطاً من السكّان المُوزّعين على جماعات عرقيّة ،

كما يتم توزيع الكثافة السكانيّة في أستانا كما يلي : الكازاخستانيون (السكان الأصليون) بنسبة 63,1% ، الأوكرانيون بنسبة 2,1%، الأوزبكيون بنسبة 2,9%، الروس بنسبة 23,7%،

الألمانيون بنسبة 1,1%، التتار بنسبة 1,3%، والأقليات الذين يُشكّلون نسبة 4,4%.

و تعدّ اللغة الكازاخستانيّة اللغة الرسميّة في الدولة ، كما تُستخدم اللغة الروسيّة بصِفتها لغة ثانويّة بين الروس .

أستانا

أستانا هي مدينة مسلمة بشكل عام ، حيث يعتبر الإسلام هو الدين الأكثر انتشارا بين السكان ، إذ بلغت نسبة انتشاره وفقا لتقديرات عام 2009 م حوالي 70,2 % ، و من ثمّ الديانة المسيحيّة بمُعدّل 26,2ة% .

كما يتصف سكان عاصمة كازاخستان باهتمامهم بالتعليم ، حيث وصل الإنفاق العام على التعليم إلى 3,1%، و وفقاً لتقديرات عام 2014 م وصل الإنفاق الحكوميّ على الصحة إلى 4,4 %.

أكمولينسك أو زيلينوجراد ، أكمولا أو أستانا ، أو حتى نور سلطان .. مهما تعددت أسماء هذه المدينة فإن جميعها يصب في بحر الجمال و الإبداع و التميّز ،صحيح أن اسمها تغيّر في عام 2019 من أستانا إلى نور سلطان ، لكن هذا التغيير لم يلقَ رواجا كبيرا على ألسن العامة ، إذ نجد الكثيرين يطلقون على عاصمة كازاخستان اسم أستانا حتى يومنا هذا ، و قد سميت نور سلطان تكريما للرئيس نور سلطان نزارباييف .

تتمتع هذه المدينة بخصائص مميزة ، و تعتبر وجهة مناسبة للمسلمين العرب ممن أرادوا الهجرة ، لأنهم لن يواجهوا صعوبات بسبب اختلاف الدين و العرق و غيرها ،

كما أنهم يستطيعون ممارسة شعائرهم الدينية بكل سهولة ، بل يمكنهم تلقي دروسا دينية و دعما مجتمعيا أيضا .

لقد تعرفنا على مختلف جوانب الحياة في أستانة ، من التاريخ للجغرافيا للمناخ و الاقتصاد ، بالإضافة إلى تركيبة السكان و ديانتهم ، مما يكون فكرة شاملة عن عاصمة كازاخستان ، و نترك لك الحكم بنفسك على أهمية هذه المدينة و قيمتها بعد أن وضعنا بين أيديك هذا التقرير الشامل .

المصدر: صحيفة أحوال اسيا

مقالات ذات صلة

إغلاق