أوروباتاريخسلايد 1

إرث حاضر لفنانين ومثقفين روس رغم هجرتهم إلى باريس قبل 100 عام

قبابها الذهبية التي تعانق السماء، لن تجدَ الكاتدرائية الأرثوذكسية الروسية لها موطنا غير موسكو أو سانت بطرسبرغ.

ومع ذلك، إن ألقيت نظرة إلى كل ما هو بجوارها، تشعر وكأنك فعلا في العاصمة الفرنسية باريس.

شرعت الكاتدرائية الأرثوذكسية أبوابها قبل بضعِ سنوات، إلا أن العلاقات الثقافية بين روسيا وفرنسا تمتدُ إلى أكثرِ من قرن.

في حلقة هذا الأسبوع من برنامج “CULT” نلقي نظرة على الإرث الدائم للكتاب والفنانين والمثقفين الروس الذين هاجروا حول العالم.

في أعقاب الثورة الروسية، هاجر أكثر من مليونِ روسي، وكان عليهم ترك بصماتهم فى الفنون والعلوم والحياة العامة في البلدانِ التي حطوا رحالهم بها.

حوالي 50 ألف مهاجر روسي عرفوا باسم المهاجرين البيض، استقروا في فرنسا.

كان الروائي والشاعر إيفان بونين، الذي يعد الوريث الأدبي لعملاق الأدب الروسي ليو تولستوي والمؤلف والكاتب المسرحي أنطون تشيخوف، وأول روسي يفوز بجائزةِ نوبل للآداب عام 1933، ممن غادروا البلاد خلال الموجة الأولى من الهجرة، ووصل إلى فرنسا عام 1920.

قضى بونين أوقاته بين العاصمة باريس ومدينة غراس التي تقع في مقاطعة بروفانس.

أنا فرحٌ لنفسي، وقبل كلِ شيء للأدبِ الروسي.

إيفان بونين
روائي وشاعر روسي

المقاهي مثل “لا كوبول” في باريس، كانت في قلبِ الحياة الفكرية والفنية في عشرينيات وثلاثينيات القرنِ الماضي، كان يأتي إيفان بونين إلى هنا للكتابة والالتقاء بالمهاجرين الآخرين من الروس.

في لقاء خاص لـ “يورونيوز”، تقول آنا لوشنكوفا فوسكولو، أستاذة مشاركة في الأدب الروسي “في إحدى رواياته (روايات بونين)، التي تحمل عنوان “في باريس” يذكر هذا المقهى “لاكوبول” وهنا يقضي اثنان من أبطاله أمسيةً رومانسية”.

تضيف فوسكولو “نحن نعلم جيدا أن الكتاب الروس الذين سبقوا بونين مثل تولستوي ودوستويفسكي كانوا يتمتعون بشعبية كبيرة في فرنسا والخارج. هذه الجائزة كانت بمثابة دفعة لإعادة الحياة للأدب الروسي والاعتراف به في الخارج”.

تابعت فوسكولو “أعتقد أن كتابات إيفان بونين اكتسبت شيئا مغايرا خلال السنوات التي قضاها في فرنسا وهنا تكمن أهمية الحنين إلى الماضي في كتاباته، وأهمية الموضوعات الروسية”.

أسماء روسية حققت نجاحات واسعة

شخصية بارزة أخرى كانت من بينِ المنفيين الروس، سيرجي دياجيليف الذي أنشأ فرقة الباليه الروسية الأسطورية، وأحدثت ضجةً عالمية في باريس والعالم أجمع.

تقنية راقصيه المذهلة وتعاونه مع فنانين مثل بيكاسو وكوكو شانيل وإيغور سترافينسكي المؤلف الموسيقي والمايسترو، لا تزال مؤثرةً حتى يومنا هذا.

يقول رئيس مسرح شايو الوطني الفرنسي ديدييه ديشان: “ابتكرت فرقة البالية الروسية أسلوباً جديداً من الرقصات الحيوية التي بدلت وبشكل جذري طريقةَ ضبط الراقصين لأنفسهم، النشاط وطريقة تموضعهم وقوة كلِ حركة. وهو شيء يحظى باهتمام واسع لدى مصممي الرقصاتِ اليوم”.

يورونيوز
فرقة الباليه الروسيةيورونيوز

وأضاف ديشان “الأمر المذهل أن سيرجي دياجليف وصل مع شركة الرقصِ الشهيرة هذه، وخلق عروضًا جديدةً وغير مسبوقة، تجعل الجمهور يرى العالم بطريقة مختلفة”.

اليوم، يحمل الفنانون الروس هذا التراث المفخرة معهم أينما حلوا.

مقيم في موسكو، يوري باشميت هو قائد وعازف كمان يلعب الموسيقى في حفلات تقام حول العالم.

يورونيوز
يوري باشميت قائد وعازف كمان روسييورونيوز

عن تأثير الموسيقيين والملحنين الروس يقول باشميت إن تأثيرهم “ضخم للغاية”.

ويضيف باشميت ” ما يتلقاه الغرب من روسيا هو طاقة شابة لا تصدق. نحن أمة ناشئة. نحن الروس نقدم أرواحنا ونشجع بقية العالم على القيام بالشيء نفسه”.

منذ 100 عام ويستمر الفنانونَ الروس بنقل ثقافة وطنهم الغنية إلى الجماهير العالمية.

المصدر: يورونيوز

مقالات ذات صلة

إغلاق