في إطار معرفة سبب تضرر الغواصة “يو إس إس كونيتيكت” النووية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي، كشف الغواص في البحرية الأمريكية، آرون أميك، عن بعض الأسباب المحتملة.
وقال آرون أميك، الذي قضى 20 عاما كرجل “سونار مان” على متن الغواصة الأمريكية الهجومية، ردا على سؤال حول “النقاط العمياء التي يمكن أن تؤدي إلى اصطدام غواصة محملة بأحدث أجهزة الاستشعار على الأرض بشيء ما تحت الماء”: “تتطلب الملاحة تحت سطح البحر معرفة مفصلة للغاية بالمنطقة المحيطة مباشرة، وهناك طريقتان شائعتان لتحقيق الملاحة الآمنة والمغمورة، هما المخططات التفصيلية، والتوظيف النشط للسونار عالي التردد”.
وأضاف موضحا: “الرسوم البيانية عالية الدقة هي الخيار الأول دائماـ، وتستخدم عمليات إرسال السونار النشطة لتأكيد فحوصات عمق المياه باستخدام الرسم البياني، ويمكن أن تنتقل نبضات السونار النشطة أمام الغواصات الحديثة وإلى جانبيها، كما تكشف أنظمة السونار قصيرة المدى وعالية التردد عن الأجسام القريبة تحت الماء بوضوح كبير، بالإضافة إلى أن الأجسام المغمورة، مثل الألغام والحطام والغواصات الأخرى مرئية بوضوح لمشغل سونار مدرب”.
وأوضح قائلا: “الجانب السلبي لاستخدام السونار النشط هو أنه يمكن اكتشافه وفي نطاق ضعف النطاق تقريبا يسمح للمشغل بالبحث، في معظم بيئات المحيطات، وقد يصل السونار النموذجي عالي التردد وعالي الدقة إلى 5000 ياردة ويكون عرضة للاكتشاف لما لا يقل عن 10000 ياردة أو أبعد في ظروف جيدة..هذا يعني أنه يمكن للعدو تحديد موقع الغواصة، ويمكن أن يظل غير مكتشف أثناء تتبع الغواصة الباعثة للسونار النشط طالما أنها تستخدم السونار عالي الدقة”، مشيرا إلى أن “هذا الضعف في الكشف هو سبب ندرة استخدام السونار النشط”.
وتابع: “إذا تحققت سونار رسم الخرائط السفلية من موقع الغواصة على الرسم البياني، فستكون هناك حاجة أقل لاستخدام السونار التطلعي عالي التردد الذي قد يكشف عن موقعك..مخططات البحرية الأمريكية هي الرسوم البيانية الأكثر دقة المستخدمة اليوم، إنها رقمية (مع نسخ احتياطية ورقية)، مما يسمح بتحديثها بشكل متكرر، ومن الناحية المثالية، يحتوي كل فرع في البحرية الأمريكية على أحدث مخطط يعكس بدقة الواقع خارج الهيكل، ومن الناحية العملية، وجدنا أن هذا ليس هو الحال دائما، إذ تحتوي بعض مناطق العالم على عشرات الياردات بين عمليات السبر، وقد تخفي هذه النقاط العمياء التكوينات الطبوغرافية التي ترتفع من الأسفل إلى مغلف تشغيل الغواصة”.
وأكمل: “إذا كانت الغواصة تعمل في منطقة يشتبهون فيها في وجود غواصات معادية، فقد يختارون عدم استخدام السونار النشط عالي التردد للتحقق من التضاريس المحيطة، وهذا لأن إرسالات السونار ستكشف عن موقعها إذا تم اكتشافها، ويعني أن الغواصة تعتمد على مقياس التسارع لحساب الموتى لموقع السفينة”، موضحا أن “هذا النوع من التنقل يحتوي على أخطاء صغيرة جدا تتراكم بمرور الوقت”.
واستطرد: “في النهاية، يمكن أن تخرج الغواصة عن موقعها بمئات الياردات أو أكثر، ويزداد الخطأ بمرور الوقت حتى الإصلاح الملاحي التالي، وهناك طرق لإصلاح موضع الغواصة لا تتضمن السونار، لكنها لا تكشف التضاريس المخفية بين عمليات السبر على الرسم البياني”.
وأشار الغواص الأمريكي إلى أنه “من الصعب للغاية التنقل في تضاريس بحر الصين الجنوبي بسبب نشاطه التكتوني العالي”، مضيفا أن “القاع في حالة تغير مستمر، وأن بعض مناطق بحر الصين الجنوبي عميقة للغاية، مع تغيرات مفاجئة في العمق إلى هياكل ضحلة للغاية، قريبة من الهياكل الشبيهة بالرأس والتي يمكن أن ترتفع إلى السطح”.
وقال موضحا: “هذه القمم هي مخاطر الملاحة، وإذا لم يتم اكتشافها في الوقت المناسب فقد تؤدي إلى تصادم مغمور..قد لا يمنح قياس عمق القاع أسفل الغواصة وقتا كافيا للمناورة بعيدا عن طريق التغيير الطبوغرافي شبه العمودي في المستقبل”.
المصدر: “the drive”