أخبارسلايد 1

الكشف عن خطط بريطانية فرنسية لضرب خاصرة الاتحاد السوفيتي في القوقاز بـ”الرمح”ّ أواخر الثلاثينيات !

أظهرت وثائق عرضت لأول مرة في موسكو أن بريطانيا وفرنسا كانتا تستعدان بنشاط لضرب الاتحاد السوفيتي وتدمير حقول النفط في باكو عامي 1939 – 1940.

وكان قد افتتح في موسكو يوم أمس الأربعاء في قاعة معرض المحفوظات، معرض بعنوان “عشية الحرب الوطنية العظمى. 1 سبتمبر 1939-22 يونيو 1941”.

ويضم المعرض مجموعة كبيرة من الوثائق التاريخية المخزنة في المحفوظات الفيدرالية الروسية وفي محفوظات الدولة البيلاروسية، وكذلك في محفوظات الإدارات التابعة لوزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين، وجهاز الاستخبارات الخارجية في روسيا.

ويحتوى المعرض على أكثر من 300 مصدر تاريخي، يتم لأول مرة إدخال العديد منها في التداول العلمي. ونفذ المشروع بدعم من صندوق المنح الرئاسية.

الرمح المُسدد إلى القوقاز

وتقول الوثائق أن بريطانيا وفرنسا عشية الحرب الوطنية العظمى (1941-1945)، وعقب توقيع معاهدة عدم الاعتداء السوفيتية الألمانية في أغسطس 1939، خططتا لأعمال عسكرية ضد الاتحاد السوفيتي، خوفا من تعزيز الرايخ الثالث بسبب الإمدادات من الاتحاد السوفيتي، وفي المقام الأول النفط.

وكان من المفترض أن يجري قصف حقول النفط في باكو، فضلا عن الميناءين السوفيتيين على البحر الأسود، توابسي وباتومي.

ولمواجهة التقارب السوفيتي الألماني، تم النظر أيضا في إمكانية زعزعة استقرار الوضع في القوقاز من خلال تفعيل الحركات الانفصالية والدينية، وجرى النظر، في الحالات القصوى، في غزو عسكري للجيوش الفرنسية والبريطانية لتلك المنطقة.

كانت العملية البريطانية-الفرنسية المفترضة ضد المناطق المنتجة للنفط السوفيتي تسمى “الرمح”. وبنهاية مارس 1940 قرر المجلس العسكري الأعلى الأنجلو فرنسي التخطيط لضربة ضد منطقة القوقاز السوفيتية. ولكن بعد شهر، قال رئيس الوزراء البريطاني، نيفيل تشامبرلن، إن الاتحاد السوفيتي أخذ يغير نهجه السياسي نحو ألمانيا، وألغيت عملية الرمح.

 

وتقول المحفوظات المنشورة، أن مفوض الشعب للشؤون الداخلية للاتحاد السوفيتي، لافرينتي بيريا، أبلغ في 4 نوفمبر 1939 مفوض الدفاع الشعبي، كليمنت فوروشيلوف، عن عمليات إرسال سرية للقوات البريطانية الفرنسية إلى الشرق.

ووفقا له، تم تحميل القوات في الخليج الفارسي، وجرى  إرسالها إلى الموانئ السورية، فيما تمركز حوالي 300 ألف جندي تحت قيادة الجنرال الفرنسي، مكسيم ويغاند، في سوريا.

وأشار  بيريا في تقرير آخر إلى فوروشيلوف في منتصف ديسمبر 1939 إلى أن الاستخبارات الفرنسية جمعت معلومات مفصلة عن تضاريس المنطقة وحالة الطرق والعقبات الطبيعية في جورجيا وأرمينيا وأذربيجان.

كما أبلغت الاستخبارات العسكرية السوفيتية عن خطط لندن وباريس. وفي أوائل فبراير 1940، أرسل رئيس الدائرة الخامسة للجيش الأحمر، إيفان بروسكوروف، تقريرا استخباريا “حول الأحداث في الغرب” إلى نائب مفوض الدفاع الشعبي في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياية، غريغوري كوليك.

وكتب بروسكوروف بها الشأن قائلا:”وفقا للبيانات الواردة من الدوائر الماسونية في بلجيكا، فإن الخطة الاستراتيجية البريطانية – الفرنسية لعمليات قوات الحلفاء في الشرق الأوسط تحت قيادة الجنرال ويغاند ضد القوقاز السوفيتي تستند إلى الاعتقاد بأن قدرات النقل في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية غير كافية لإيصال القوات والإمدادات في الوقت المناسب داخل الاتحاد السوفيتي”.

إلا أن القيادة السوفيتية اتخذت التدابير المناسبة، حيث أصدرت لجنة الدفاع التابعة لمجلس مفوضي الشعب في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياية في 4 مايو 1940 قرارا “بشأن ضمان نقل وحدات وشحنات مفوضية الدفاع الشعبية إلى المناطق العسكرية في القوقاز وشمال القوقاز”، بهدف تعزيز قوات ووسائل الجيش الأحمر في منطقة القوقاز.

واعتبرت أعمال التخريب على الأراضي السوفيتية واحدة من طرق الفرنسيين والبريطانيين لتحقيق أهدافهم في القوقاز.

وفي المعرض، يقدم الأرشيف العسكري للدولة الروسية نسخة أصلية من رسالة وجهها فوروشيلوف إلى بيريا حول تعاون المهاجرين من بين متسلقي الجبال البارزين مع الاستخبارات العسكرية في فرنسا.

المصدر: نوفوستي

مقالات ذات صلة

إغلاق