السياسة والعلاقات الدوليةالصحة والطبسلايد 1كندا
تأخير طرح لقاحات كورونا بكندا يضع الحكومة في مأزق سياسي
وضع تأخير حصول كندا على اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا المستجد، وزيادة عمليات التلقيح في الولايات المتحدة، التي يصل معدل التلقيح اليومي فيها إلى أكثر مما حصلت عليه كندا حتى الآن، رئيس الوزراء جستن ترودو، في موقف سياسي صعب، حيث يحمله الكنديون مسؤولية عدم الحصول على اللقاح وتأخير فتح الاقتصاد.
وقامت الولايات المتحدة بتلقيح ما معدله 1.7 مليون أمريكي يوميًا هذا الأسبوع، وأعطت جرعة واحدة على الأقل لأكثر من 12% من سكانها حتى يوم الجمعة الماضي، بينما كندا – التي تعاملت مؤخرًا مع أسابيع من التأخير في الشحن والاضطرابات من شركتي فايزر وموديرنا – وزعت ما يقرب من 1.4 مليون جرعة منذ أن بدأ طرح اللقاحات في منتصف ديسمبر، تغطي حوالي 2.65% من سكانها بجرعة واحدة على الأقل.
وقال رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو، يوم الجمعة الماضي، إن تسليم اللقاح من المقرر أن يزداد بسرعة، مع استعداد المقاطعات لطرح ما يقرب من مليون ونصف جرعة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.
ويقول الخبراء إن لدى الأمريكيين العديد من العوامل في مصلحتهم عند تسريع توزيع اللقاحات، بما في ذلك إمدادات أكثر توسعا بكثير من تلك التي تدعمها كندا من إنتاج شركة موديرنا الأمريكية.
وأعلن ترودو يوم أمس السبت أنه سيعقد أول اجتماع ثنائي مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن ووزرائهم يوم الثلاثاء القادم، ومن المتوقع أن يركز جدول أعمال الاجتماع على تعزيز الأولويات المشتركة، والعمل معا لإنهاء جائحة كورونا والحصول على اللقاحات.
وعندما يتعلق الأمر بتوزيع لقاحات كورونا في كندا، فإن جستن ترودو رفع سقف التوقعات، وأعاد تأكيد تعهده بتطعيم كل كندي يرغب في التلقيح بحلول نهاية سبتمبر، مشيرًا إلى أنه لا يزال “واثقًا جدًا” من قدرته على إنجاز المهمة، لكن الكنديين يتعلمون بالطريقة الصعبة أن “اللقاحات لا تعني بالضرورة التلقيح”، على حد تعبير ترودو، هناك شك متزايد بين الكنديين بأنه سيكون قادرا على الوفاء بوعده.
وأحبط الكنديون، عندما علموا في وقت سابق من العملية أن كندا ليس لديها قدرات إنتاج محلية للقاح كورونا، في ديسمبر من العام الماضي، اعتقد تسعة من كل 10 أنه من غير المنطقي أن تمتلك كندا قدراتها الخاصة في إنتاج اللقاحات.. أثار هذا الكشف بذرة الشك الأولى، حيث اعرب معظم الكنديين عن قلقهم من أن التوزيع العام للقاح في كندا يمكن أن يكون بطيئا للغاية لوقف انتشار كورونا عطفًا على قدرات الإنتاج والتوزيع المحدودة.
ومع إصرار الدول المنتجة للقاح على تغطية الأسواق المحلية أولا قبل التصدر للخارج، تصبح الدول الأخرى التي تعاني من عدم وجود بنية تحتية للقاح والاعتماد على الواردات في مشكلة كبيرة، حيث سيتعين عليها الانتظار لحين وصول واردات اللقاح من دول الإنتاج وما يترتب على ذلك من مشاكل في تأخير إعادة فتح الاقتصاد والعودة للحياة الطبيعية.
رغم أن مشاكل الحصول على اللقاح ليست خطأ الحكومات إلا أن الكنديين يحملون رئيس الحكومة المسؤولية، وهو ما قد ينعكس ذلك سلبًا في صناديق الاقتراع إذا ما استغلت أحزاب المعارضة ذلك ودعت لانتخابات مبكرة.
المصدر: وكالات