تمت إقالة ناليدي باندور، وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، والتي كانت قد فتحت ملف الإبادة الجماعية ضد إسرائيل ووعدت بمقاضاة الجنوب أفريقيين الذين يقاتلون إلى جانب إسرائيل.
جاءت إقالتها على خلفية خسارة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي ينتمي إليه نيلسون مانديلا، للأغلبية البرلمانية، وتشكيل ائتلاف حكومي جديد بقيادة حزب التجمع الديمقراطي، الذي يمثل الأقلية الأوروبية في جنوب أفريقيا.
كان من بين مطالب هذا الائتلاف إقالة باندور بسبب سياساتها الصارمة ضد إسرائيل وحظرها التجارة بين الأقلية الأوروبية والمجتمع اليهودي مع إسرائيل، بعد أن أغلقت السفارة الجنوب أفريقية في إسرائيل وقطعت العلاقات معها.
باندور كانت من الأصوات الناقدة للروايات التي تشوه صورة المقاومة، بما في ذلك الادعاءات حول “قطع رؤوس الأطفال”.
ولما قادت مبادرة لمحاكمة إسرائيل في المحكمة الدولية، أوضحت أن الدول الداعمة لإسرائيل قد تُعتبر متواطئة في الجرائم ومن الممكن أن تواجه الاتهامات.
تعرضت عائلة باندور لتهديدات، حيث استلمت رسائل تهديد عبر البريد الإلكتروني وحسابات التواصل الاجتماعي لأطفالها، ما دفعها للتصريح بأن مثل هذه الأفعال لن تردعها عن دعم القضية الفلسطينية.
وقد أكدت باندور أن دعم جنوب أفريقيا لفلسطين سيجعل الفلسطينيين يشعرون بالأمان والطمأنينة، مُعلنةً دعمها الثابت للحرية الفلسطينية “من النهر إلى البحر”.
وعلى هذا الأساس، تم تقويض حزب المؤتمر الوطني الأفريقي من خلال دعم الغرب وإسرائيل لحزب التجمع الديمقراطي بهدف تغيير الموقف السياسي لجنوب أفريقيا تجاه إسرائيل، خصوصاً أن العلاقات بين جنوب أفريقيا وإسرائيل كانت تحظى بدعم من الأقلية الأوروبية واليهودية وبعض الجماعات المسيحية، والتي يُعتبر تعزيزها حقًا مكفولًا في نظام جنوب أفريقيا الديمقراطي.