الصحة والطبسلايد 1محاضرات وندوات
كورونا العدو المشترك للبشرية في يوم السلام العالمي
سيطر الفيروس المستجد كورونا، على مختلف فعاليات الأيام الدولية التي تحتفل الأمم المتحدة بها، فأصبحت مكافحته وابتكار بدائل لتدابير العزل الاجتماعي المتخذة للوقاية منه، أولوية على أجندة المنظومة الدولية التي كانت تخطط للاحتفال بيوم السلام العالمي، والذي يحتفل به في 21 من شهر أيلول/سبتمبر، من كل عام، من خلال تعزيز ثقافة السلام وإعلان هدنة 24 ساعة ووقف إطلاق النار، بين جميع المتحاربين.
وفي تفاصيل احتفال الأمم المتحدة، باليوم العالمي للسلام، وبحسب بيانها المنشور على موقعها الإلكتروني الرسمي، فإن إطلاق هذا اليوم، كان مناسبة لتعزيز “مُثل السلام” وتجنّب العنف. وأعربت المنظومة الدولية عن قناعتها وفي إطار احتفالها بيوم السلام، بأن الناس ليسوا أعداء لبعضهم البعض، بل “إن عدوّنا المشترك هو فيروس لا يكلّ في تهديد صحتنا وأمننا”.
استخدام كورونا في الكراهية والتمييز
ويشار في هذا السياق، إلى أن الجوائح التي تضرب مناطق مختلفة من العالم، عبر التاريخ، صنعت نوعاً من الوحدة والارتباط بين الشعوب، في آليات مكافحة الفيروسات وطرق اكتشاف بدائل للتعويض عمّا يصنعه العزل بالمجتمع الإنساني، فأكدت الأمم المتحدة، بأنه في الوقت الذي أوقعت “جائحة كوفيد-19، عالمنا في حالة من الاضطراب” إلا أن الجائحة قامت بتذكيرنا، بأن “ما يحدث في جزء واحد من الأرض، يمكن أن يؤثر في الناس في كل مكان”.
في المقابل، فإن “العدوّ المشترك” للبشرية، والذي هو اليوم، الفيروس المستجد كورونا، تتم “محاربته” ومكافحته، داخل مؤسسات طبية، وإجراءات عزل اجتماعي، بالمقام الأول، إلا أن هناك ظاهرة اجتماعية ناتجة بسبب كورونا، وتريد الأمم المتحدة، من الجميع، أن يساهموا بمحاربتها، وهي ظاهرة استخدام “الفيروس للتمييز والكراهية” تلك الظاهرة التي ضربت بلداناً مختلفة، عبر القارات، وشكلت هاجساً للمؤسسات الدولية من أحل نشر الوعي بالمرض باعتباره جائحة، كغيرها من الجوائح، كالطاعون، يمكن أن تصيب الجميع، من مختلف الأجناس والطبقات والثقافات.
الرحمة والأمل لمواجهة الوباء
ومن الجدير بالذكر، وفي سياق هيمنة كورونا على مختلف فعاليات الأيام العالمية التي تحتفل بها الأمم المتحدة، فقد تقرر إطلاق شعار “تشكيل السلام معاً” عنواناً لاحتفالات اليوم العالمي للسلام، من خلال “نشر التعاطف والرحمة والأمل في مواجهة الوباء”. ودعت الأمم المتحدة، من الجميع، الوقوف إلى صفها، لمواجهة حالات الترويج للكراهية والتمييز بين الناس، على خلفية تفشي الفيروس المستجد كورونا.
يذكر أن الإعلان عن الاحتفال باليوم العالمي للسلام، تم عام 1981، في ظل حروب واسعة شهدتها مناطق مختلف من العالم في ذلك الوقت، ومنها المنطقة العربية، إلا أن الإعلان عن تحديد يوم للاحتفال بتلك المناسبة، تم عام 2001، عندما حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الواحد والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر، من كل عام، موعداً عالمياً ليوم السلام.
إخراس البنادق للقضاء على العدو المشترك
ووصفت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في إطار إعلانها اليوم العالمي للسلام، في جلستها الخامسة والخمسين، والتي انعقدت بتاريخ الثامن والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر عام 2001، الاحتفال بهذا اليوم، بأنه يوم لوقف إطلاق النار وعدم العنف في العالم، متوجهة بدعوة لجميع شعوب وبلدان العالم، إلى التزام وقف جميع الأعمال العدائية، في هذه المناسبة.
وكان أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في شهر آذار/مارس الماضي، قد أطلق على الفيروس المستجد كورونا، وصف “العدو المشترك” للعالم، متوجهاً بدعوة لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء العالم، على خلفية “ضراوة الفيروس، وجنون الحروب” وقال لجميع الأطراف المتحاربة في مختلف بقاع العالم: “اتركوا الأعمال العدائية، أخرسوا البنادق، أوقفوا الغارات الجوية، من أجل جلب شعاع من الأمل، إلى حيث تعيش الفئات الأكثر ضعفاً، إزاء فيروس كوفيد-19”.
المصدر: العربية نت