أخبار

بيان مجلس الإفتاء السويدي بخصوص حرق المصحف في السويد

هذا البيان يأتي من المجلس السويدي للإفتاء استنكارا لما حدث من قيام متطرف حاقد بحرق نسخة من المصحف الشريف في يوم هو أفضل أيام العام، وأكثرها تعظيما لدى ما يربو على المليار ونصف مسلم في العالم، منهم سويديون.

إنّ الادعاء بأن ما قام به هذا الخبيث يأتي تحت حرية الرأي أمرا غير مقبول، فهذا الفعل الشنيع ليس رأيا يمكن نقاشه أو تفهمه، ثم أن تكرار الاعتداءات على أماكن عبادتنا وكتابنا المقدس، وأمام مساجدنا لا يمكن تفسيره إلا استغلالا من المتطرفين والمتصيدين بالماء العكر لفراغ في القوانين التي طالما نادت منظمات ودول وأصحاب خبرات تضمينها ما يحفظ المسلمين ويصون رموزهم الدينية من مواد أسوة بغيرهم من المجموعات التي حماها القانون ويعاقب من يتعرض لها.

سيئ الذكر (سلوان موميكا) بريء منه العراق الطيب، لذا نطلب من السلطات السويدية محاسبته على ما تسبب به للسويد من مصائب؛ ليس أقلها احتمال المقاطعة الاقتصادية والامتعاض والمقت والسمعة السيئة في العالم العربي والإسلامي، ثم إنه إضافة لفعله الشنيع قام بالتعرض للمسلمين ولمعتقداتهم بالسب والقدح، وهذا يدخل في كراهية ضد فئة من المجتمع.

كما ونتوجه أيضا للبرلمان السويدي والأحزاب الفاعلة ومنظمات المجتمع المدني أن ترفع صوتها عاليا، لأن ما يجري أوصلنا إلى هذا الوضع المزري، سواء في الاقتصاد، أو السمعة التي طالت البلد، لتصبح من بلد يفاخر بها إلى بلد تسمح وترخّص وتحرس من يهين معتقدات جزء أصيل من مواطنيها، وبات وضعنا غير مريح في توضيح أو تفسير ذلك.

إنّ إعطاء السلطات التصريح بهذا الفعل الشنيع جاء وفق تقييم خاطئ للوضع والحال، حيث لا زلنا نعيش محاكمات بعض من نزل الشارع احتجاجا على العمل البائس نغسه، ما أحدث ذلك من أعمال عنف وخلل أمني ومجتمعي، وهذا يعطي الجهات الأمنية الصلاحية لرفض إعطاء التصريح وفقا لقانون حفظ النظام.

وأخيرا وليس آخرا، نقول للمسلمين في السويد الذين يعيشون في ظرف سيئ لم يألفوه في هذا البلد اصبروا وكافحوا واعملوا وفق النظام والقوانين المرعية حتى توجدوا بيئة تأمنون فيها على مستقبلكم ومستقبل أبنائكم؛ وإلى ذلك فالسويد بخير، وفيها تنعّمنا بخير كثير لا ننكره، ثمّ الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين، وهو القائل بشأن كتابه العظيم: “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”، كما أن الظلم في بلد المؤسسات والإرث العريق لا يدوم.

إنّ دخول السويد في مواجهة مع العالم الإسلامي بل وغيره أمر محزن، والوصول إلى ما تريد من العالم الإسلامي لم يعد بالإمكان كما كان.

إنّ فشل السياسيين أدى إلى فشل يلمسه المسافر عند صرف الكورونة، وفي الغلاء وصعوبة المعيشة، وهذا يشكك في قدرة من يديرون دفة الحكم على طمأنة المواطنين من شتى المنابت والأصول على مدخراتهم ومعتتقداتهم، وأن تحترم خصوصياتهم.

كما ونثمن في المجلس مواقف الدول العربية والإسلامية وجميع الدول التي أدانت هذا الفعل الشنيع وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والعالم الديموقراطي الحر ، وفي الداخل التجمع اليهودي والمجلس المسيحي السويدي.

إخوتي الأحبة أهل الكويت المعطاء، قيادة وشعبا، كلكم ذاك الذي يفدي دينه وتراثه، ثمّ هنيئا لكم بجمعياتكم التي بحكمة القيادة وحصافة الإدارات وكرم المواطنين وصلوا إلى شتى البقاع في العالم؛ ينشرون الهدى ويغيثون الملهوف لذا كافأكم الله بحفظ بلدكم وردِّكم إلى دُوركم وأموالكم.

وممن نعمل معهم ونرى حرصهم على إقامة الدين “جمعية سلسبيل” الكويتية التي وبالتعاون معنا ستقوم بدفع هذه الأساءة بطرق حضارية منها:

العمل الجاد لاستصدار قوانين تحفظ للمسلمين كرامتهم باحترام رموزهم الدينية وعلى رأسها القرآن الكريم، وذلك لا ينفك عن ممارسة الدين الذي يضمنه الدستور .

عمل وقفية يحبس ريعها على خدمة كتاب الله تعالى وإبراز ما يتضمنه من خير عميم للإنسانية.

طباعة المصحف الشريف المترجم إلى السويدية والانجيزية وتوزيعه، وعمل المعارض، والندوات، ورعاية دور تحفيظ القرآن الكريم.

توظيف الحفظة لكتاب الله تعالى في المدارس والمساجد وأن نوفر لهم العيش الكريم، حيث الحكم علماني ولا توجد وزارات ترعى الأديان.

مقالات ذات صلة

إغلاق